التنوع الحيوي في القرآن الكريم النمل Formicidae
- قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ﴾ النمل: (18).
ورد ذكر النمل في القرآن الكريم في الآيات الآتية:
- وقال تعالى: ﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ النمل: (18).
-والنمل حيوان من الحشرات غشائية الأجنحةHymenoptera) ) والنملة لها زوجان من الأجنحة الغشائية , والزوج الخلفي أصغر من الأمامي، وأجزاء الفم قارضة.
-ويعيش النمل في مستعمرات تحت سطح الأرض أو في الأخشاب أو في تجاويف النبات والمباني وغيرها , ويلاحظ في جسم النمل أن الحز أو الاختناق بين الرأس والصدر والبطن واضح جداً. (علم الحيوان العام، فؤاد خليل وآخرون (مرجع سابق) (ص552).
-كما أن البطن متميز إلى منطقتين، منطقة قاعدية (Pedicle) ضيقة مكونة ظاهرياً من العقلة الأولى أو العقلتين الأولى والثانية ومنطقة بيضية (Gaster) تتكون من باقي العقل البطنية.
-ويتغذى النمل على الحشرات الأخرى الميتة وعلى اليرقات والعذارى وكذلك على المواد السكرية والدهنية، وتعيش بعض الأنواع معيشة تعاونية مع حشرة المن فبأخذ منها إفرازاتها العسلية مقابل حمايتها ورعايتها (المرجع السابق)، كما يوجد نوع من النمل الزارع الذي يزرع الفطر ليتغذى عليه.
- وفي دورة حياة النملة كسائر الحشرات الراقية أربعة أطوار: البيضة، اليرقة، العذراء، الحشرة البالغة، (الملكات والشغالات والذكور والملكات)، والشغالات إناث تنشأ من بيض مخصب أما الذكور فتنشأ من بيض غير مخصب (كما هو الحال في النحل).
- وفي النمل ظاهرة ليست في النحل، وهي تعدد الأشكال (Polymorphism) في طور الشغالات ذاته،، فهناك شغالات صغار الأحجام تعمل في داخل العش، وشغالات متوسطة الأحجام و كبيرتها تعمل خارجة، وشغالات ضخام الرؤوس كبار الفكوك هي الجنود (أو الجنديات على الأصح) ويتولى الجنود حراسة العش، بل إن أحدها في بعض الأنواع، يسد باب العش برأسه الكبير، ولا يسمح إلاَّ لبنات مستعمرته بالمرور، وتقوم الجنود أيضاً بكل المهام القتالية دفاعاً وهجوماً.(قاموس القرآن الكريم، معجم الحيوان (مرجع سابق) (ص355).
-بعض النمل يُعد عشاشه في تجاويف الأشجار كالنمل النجار كبير الحجم من الجنس Camponotus ، وبعضها يبني من الأوراق عشاشاً تتدلى من الأشجار ، أما النمل الخياط أو النساج في أواسط أفريقيا فإنه يبني عشه من أوراق النبات يخيطها بحرير من صنع يرقاته , أما النملة الفرعونيةMonomorium فإنها تعيش في البيوت، ولا تبني بيوتها خارج البيوت إلا في الأجواء الدافئة.
-بيد أن هناك أنواعاً من النمل لا تبني عشاشاً على الإطلاق، وتتألف المستعمرة من نحو مليون وخمسائة ألف فرد، وفكوك النمل الأفريقي Anomna تشبه المقصات تقطع بها أجساد ما يصادفها من أنواع الحيوان وقد يبلغ عدد أفراد المستعمرة أكثر من اثنين وعشرين مليون نملة متحركة. (المرجع السابق (ص356) بتصرف قليل.
ومن أنواع النمل:
- النملة المنزلية الفرعونية Monomorium pharaonis صغيرة الحجم، لونها أحمر بني، توجد في المنازل وتسبب مضايقات شديدة وتلفيات للمواد الغذائية.
- العُبو (أو حرامي الحلة) Catagyphus b:color وهو نوع كبير الحجم رأسه كبير ذو لون بني وبطنه أسود اللون.
- نمل الكامبونوتس Camponotus maculates وهو نمل كبير الحجم يدخل المنازل أحياناً في أعداد كبيرة، ويمكن تمييز الذكر بلونه البني الفاتح، وفي الشغالة يكون البطن ذو لون أصفر، أما في الجنود فهو أسود، وهو يتغذى على الحشرات الحية ويعيش عادة في تجاويف الأشجار. (علم الحيوان العام (مرجع سابق) (ص553).
الوضع التقسيمي:
- المملكة الحيوانيةKingdom: Animalia
- شعبة مفصليات الأرجل Phylum: Arthropoda
- طائفة الحشرات Class: Insecta (Hexapoda)
- رتبة الحشرات غشائية الأجنحة Order: Hymenoptera
أهمية النمل:
للنمل العديد من الفوائد منها:
- غذاء لبعض الحيوانات.
- يرقات النمل غذاء للإنسان في بعض البلدان.
-تدوير المخلفات الغذائية.
- تدوير بعض الحيوانات الصغيرة الميتة.
- تهوية التربة.
- تستخدم في البحوث الوراثية.
- تلقح بعض الأزهار النباتية.
- ترعى بعض الفطريات والحيوانات الأولية وتحميها وتحافظ عليها من الهلاك و الانقراض.
- تحدث اتزاناً بيئياً مع بعض الأجناس الحيوانية.
الإعجاز في النمل:
- إنتاج ذكور دون تلقيح دليل قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
- استخدام الفرمونات في المخاطبة يدلل على أهمية المخاطبة الكيماوية بين الكائنات الحية.
- النمل يعيش معيشة اجتماعية تبين أهمية التعايش والتكافل الاجتماعي في الحفاظ على حياة الجماعة.
- ظن النمل بالإنسان:
أثبتت الآيات القرآنية حُسْنُ ظن النمل بالإنسان في قوله تعالى: ﴿ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ النمل:(18). فقد دعت النملة قومها إلى الدخول في مساكنها خشية أن يحطمهم سليمان وجنوده، دون شعور منهم، أي يتم تحطيمكم دون قصد وبغير شعور، وبهذا أثبتت الآيات القرآنية حسن ظن النمل بنبي الله وجنوده، وهذا الظن الحسن إنما يدل على حُسْن خَلْقَ النمل. (القرآن الكريم والاهتمام بعالم الحيوان، محمد محمود عبد الله، دار ابن زيد، بيروت: لبنان (ط1) (ص52) (2000م).
- والحفاظ على النمل واجب في السنة النبوية المطهرة حيث قال صلى الله عليه وسلم: (نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأخرج متاعه من تحتها ثم أمر ببيتها فأُحرق بالنار فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة) (رواه البخاري)، وفي هذا بيان نبوي لأهمية الحفاظ على التنوع الحيوي في البيئة، وعدم إبادة الأجناس البيئية كالنمل لفوائده المتعددة التي قد تغيب عن الإنسان.
المصدر : التنوع الحيوي في القرآن الكريم , نظمي خليل أبو العطا موسى (2011م) .
أ.د.نظمي خليل أبو العطا موسى